الولايات المتحدة وخارطة الطريق الى السلام في الشرق الاوسط
السفير د. هشام حمدان
تترابط الاحداث الجارية في غرب آسيا ترابطا شديدا. فالولايات المتحدة، تسعى الى شل حركة الحوثيين في اليمن، فيما إسرائيل، تسعى الى إنهاء حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
لا احد يجب ان يتجاهل القرار الاستراتيجي للرئيس ترامب الذي ولا شك، يشكل أبرز أولوياته في ولايته الثانية الأخيرة كرئيس للولايات المتحدة.
لقد طالبنا السلطة اللبنانية بان تقرأ سياستها في لبنان من منطلق موقعه في الفكر الاستراتيجي للرئيس الأميركي. وهذا يعني وجوب الخروج من بعض المفاهيم القديمة وإطلاق لغة دبلوماسية جديدة وخاصة، فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل. لقد طالبنا بالتركيز على إتفاق الهدنة في كل ما يتصل بالعلاقة مع إسرائيل، وايضاً، عدم التردد في الحديث عن السلام من موقع التكامل مع الموقف العربي المعتدل. ترامب صادق في توجهاته نحو لبنان لكن إن لم نلاقيه في منتصف الطريق فسيجعلنا ندفع ثمنا باهظا لا ضرورة له.
لا شك أن الرئيس ترامب يريد تحقيق إنجازين يمكن أن يشكلا بصمة لامعة في تاريخ العلاقات الدولية. يتصل الأول بالسلام في أوكرانيا والثاني بالسلام في الشرق الأوسط.
لهذين الإنجازين تأثير بالغ جدا على دور الولايات المتحدة في العالم، ولكن ايضا، على موقع الحزب الجمهوري داخل البلاد. فتحقيق الإنجازين، يساهم في تحقيق الوعد الذي قطعه الرئيس ترامب باستعادة دور أميركا القوية في العالم، كما انه يوجّه صفعة للديمقراطيين الذين دعموا الحرب في أوكرانيا وحافظوا على لعبة الحريق في الشرق الأوسط.
خرج مستشار الأمن القومي الأميركي يتحدث عن ضربات الولايات المتحدة ضد الحوثيين مركزا على الفارق بين ضربات الإدارة الأميركية السابقة وإدارة الرئيس ترامب. وبالطبع، هو محق، لأن إدارة بايدن وقبله إدارة اوباما كانتا تتفاعلان بنعومة مع ايران بغية إبقاء طهران بعبعا للعرب وابتزازهم.
يعلم الرئيس ترامب أن السلام في الشرق الأوسط، يرسخ السيطرة الأميركية، ويضع العرب في خانة ثابتة إلى جانب اميركا، من دون الحاجة إلى ابتزازهم. وهو يعلم أن لا سلام في الشرق الأوسط من دون استيعاب ايران.
الهدف الآخر بعد انهاء الأذرعة في اليمن، غزة، ألعراق ولبنان، هو ايران نفسها. ألبرنامج النووي الإيراني، سيكون المدخل إلى استيعاب إيران.