في خطوة دبلوماسية بارزة، قام رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بزيارة رسمية إلى دمشق يوم الاثنين 14 نيسان 2025، حيث التقى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشعار. تُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد، وتأتي في وقت حساس بعد سلسلة من التوترات على الحدود اللبنانية-السورية.
أبرز محاور اللقاء:
- ترسيم الحدود والتنسيق الأمني:
ركزت المحادثات على تنفيذ اتفاق 28 آذار 2025 بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري، والذي تم التوصل إليه بوساطة سعودية. يتعلق الاتفاق بترسيم الحدود البرية والبحرية وتعزيز التنسيق الأمني، خاصة في المناطق الحدودية التي شهدت اشتباكات دامية في وقت سابق من العام الجاري. كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية مشتركة للإشراف على تنفيذ هذا الاتفاق، وإغلاق المعابر غير الشرعية، ومكافحة عمليات التهريب عبر الحدود. - قضية المعتقلين والمفقودين:
تم التطرق إلى مصير أكثر من 700 مواطن لبناني يُعتقد أنهم معتقلون في السجون السورية منذ فترة النفوذ السوري في لبنان (1975-1990). كما ناقش الجانبان قضية المعتقلين السوريين في لبنان، واتفقا على تبادل المجرمين المطلوبين بين البلدين، خاصة أولئك المتورطين في جرائم سياسية بارزة. - عودة اللاجئين السوريين:
تطرقت المحادثات إلى مسألة عودة حوالي 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان إلى وطنهم. ورغم التأكيد على ضرورة العودة الطوعية، حذر نشطاء حقوق الإنسان من أي محاولات لفرض العودة في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة في سوريا.
دلالات الزيارة:
- إعادة بناء الثقة: تُعتبر هذه الزيارة خطوة مهمة نحو إعادة بناء الثقة بين لبنان وسوريا، بعد سنوات من التوترات والصراعات.
- تعزيز السيادة اللبنانية: تسعى الحكومة اللبنانية إلى استعادة سيادتها على كامل أراضيها، بما في ذلك الحدود مع سوريا، من خلال التعاون الثنائي والتنسيق الأمني.
- التحديات المستقبلية: رغم التقدم في بعض الملفات، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً أمام تحقيق استقرار دائم، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها المنطقة.