في مختصر تأسيس المملكة العربية السعودية

في مختصر تأسيس المملكة العربية السعودية.
في القرن الثامن عشر ظهر داعية في بلاد العرب، هدف إلى إيقاظها من واقعها الرتيب، مصلح بسيط نادى بإرجاع الدين إلى أصالته بإتباع تعاليم القرآن، هو محمد إبن عبد الوهاب (١٧٠٣ـ ١٧٩٢) الذي أراد توحيد القبائل تحت مثال الدين القويم، وإخراجها من الفوضى السائدة. ما لبثت أن استمالت أفكار عبد الوهاب زعيماً عربياً من نجد هو محمد بن سعود، فتوحدا معا لجمع شمل القبائل المتصارعة في الجزيرة العربية، ونشر الإصلاح الديني، فتكللت جهودهما بالنجاح، وعند وفاة محمد بن سعود ترك السلطة لإبنه عبد العزيز الأول (١٧٦٥ـ ١٨٠٣) الذي وحد كل منطقة الجزيرة وفرض المذهب الوهابي وأعلن نفسه ملكا. العام ١٨٠٣ توفي عبد العزيز الأول فخلفه إبنه سعود (١٨٠٣ـ ١٨١٤) الذي احتل الحجاز وهدم الآثار الوثنية فيها واعاد الوهج إلى الكعبة وسيطر على الحجاز وعسير واليمن والحسا والبحرين، وطمع لإحتلال العراق وسوريا اللتان كانتا ولايتان عثمانيتان، كما سعى إلى توحيد البلدان العربية تحت سلطته. العام ١٨١١ تحالف الملك سعود مع نابوليون الأول ضد العثمانيين الذين نجحوا بالقضاء على الدولة السعودية الفتية. وفي العام ١٨١٢ وبأمر من السلطان العثماني احتل المصريون مكة والمدينة وما لبث أن قتل الملك السعودي في الطائف ١٨١٤، فخلفه إبنه عبد الله الذي اعتقاه الأتراك وارسلوه إلى إسطنبول حيث اعدم، فتولى مكانه ابنه تركي (١٨٢٠- ١٨٤٣) الذي جعل من الرياض عاصمته. أما إبنه فيصل ١٨٤٣ فقد أكمل سياسة والده بالتحرر من العثمانيين، وبعد وفاته أعادوا إحتلال جميع الأقاليم التابعة للسعوديين ما جعل آخر الأمراء عبد الرحمن بن سعود باللجوء مع عائلته وأتباعه إلى إمارة الكويت في حماية أميرها محمد الصباح، واضعاً نفسه تحت الحماية البريطانية. وفي بدايات القرن العشرين ظهر الرجل القوي عبد العزيز الثالث بن سعود ( ١٩٠٢ـ ١٩٥٣) عائدا من الكويت، مسترجعا أمجاد أجداده، معيدا وحدة المملكة واستقلالها ودخل الرياض عاصمة أسلافه. ومن النافل القول أن عبد العزيز الثالث كان من أكثر الملوك في العائلة السعودية تاثيرا وذكاء وشجاعة، وعمل منذ العام ١٩١٣ على إحتلال منطقة الحسا العثمانية جنوب الكويت بموافقة بريطانيا وضمها إلى مملكته. وعلى أثر اندلاع الحرب العالمية الأولى انحاز عبد العزيز إلى معسكر بريطانيا فاعترف به الإنكليز ملكاً على المنطقة. وجدير بالذكر أن الفضل الأكبر يرجع له ببروز دور وعظمة المملكة العربية السعودية الحالي، وذلك لسياسته الحكيمة وإدارته، والاكتشافات الضخمة لما تحوي أراضيه من ثروات دفينة من البترول ومشتقاته التي لا حد لها، ما جعل السعودية من أغنى دول الشرق الأوسط والادنى على الصعيد الاقتصادي، ومن أقواهم على الصعيد السياسي بالإضافة لمكانتها الدينية….

د.جو حتي

Spread the love

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *