لا دوام إلا لله

لا دوام إلا لله.
من يغوص في بواطن التاريخ والحضارات والشعوب يلمس متأكداً أن كل شيء زائل ولا دوام على تلك الفانية، في مسار التاريخ المتحرك سوى تلك العظمة الهائلة التي اسمها البشر “الله”. فأين هي تلك الممالك الكبيرة والدول المهيبة والسلطنات العظيمة التي إعتقد مؤسسوها أنها دائمة إلى الأبد وقد ذابت واختفت بعد أن تفتتت وانطفأ وهجها بسبب وفاة ملهمها وقائدها الذي اعتقد لوهلة أنه خالد لا يفنى، وجبار لا يقهر، وأنه باق بذريته إلى الأبد؟ أين هم السومريون والفراعنة والحثيين والأشوريين والكلدانيين والفرس الإخمينيين والفرس الساسانيين والفينقيين الذين وصلوا إلى الأميركيتين وملوك بابل وهنيبعل القرطاجي والإسكندر العظيم وقياصرة الإمبراطورية الرومانية الهائلة الشاسعة ؟ أين هم أباطرة بيزنطيا وملوك أوروبا وشارلمان، والخلفاء الراشدون خلفاء النبي محمد وفتوحاتهم التاريخية؟ أين معاوية إبن أبي سفيان وهارون الرشيد والأمين والمأمون وحياتهم العلمية والثقافية ؟ أين هم الفلاسفة الرواقيين الإغريق وأصحاب القانون الرومانيين وحمورابي ونبوخذ نصر والفاطميبن والسلاطين السلاجقة الأتراك وممالك الفرنجة وامراءهم والفاتح صلاح الدين الايوبي وسلطة المماليك المرعبة والعثمانيين الذي سيطروا على الشرق وقسم من أوروبا وأفريقيا ؟ أين هو هتلر الذي أعلن أن دولته ستدوم ألف سنة، والامبراطورية البريطانية التي ما كانت الشمس لتغيب عن أراضيها ؟ أين هم ملوك السلالات الصينية و التايلاندية وأباطرة الروسيا وغيرهم الكثير الكثير… وباطل الأباطيل فكل كائن حي سائر إلى الزوال ، فإن جميع المذكورين وغيرهم من أشخاص ودول وحضارات وممالك قد زالوا ويكاد لا يذكرهم أحد اليوم ما عدا بعض المؤرخين، وتستمر الحياة في الزمن المتحرك، وتبقى الجغرافيا ثابتة والأفواج البشرية تأتي وتموت، ويبقى وجه الله في المستقبل…. د جو حتي

Spread the love

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *