لبنان باختصار الكلام

لبنان باختصار الكلام.

لفظة لبنان في التاريخ مستمدة من اللغات السامية، فالأشوريون قالوا أنه “لبنانو” والعبران قالوا “لبنون”، والأراميون قالوا “لبنانون”، واليونانيون والرومان قالوا “ليبانوس”، أما العرب فأطلقوا عليه إسم لبنان بكسر اللام وتسكين الباء وفتح النون.
أما في الثابتة الأولى أن حقيقة لبنان هي ثابتة تاريخية لا مجال لدحضها بل لا بد من محضها الثقة بالرغم من محاولات بعض المجموعات الأيديولوجية والدينية والعقائدية والأحزاب والدول تشويه وتفريغ معنى لبنان ووجوده في التاريخ، وجعله تابعا لغيره، أو ضمه أو بلعه أو التقليل من شأنه، وجعله جبلا وساحلا لما يسمى “سوريا الكبرى” في النوستالجيا والخيال والسوريالية الشاعرية والتزويرية وذلك منذ بدايات القرن العشرين حتى زمن سقوط همجية بعث تشرين، واطروحة الحزب السوري القومي ونظرياته الغوغائية الخيالية. وفي الثابتة الثانية أن اللبنانيين بالرغم من ضعفهم العسكري ومحدوديتهم الديمغرافية وضيق جغرافيتهم، لم يتنازلوا طوعاً في يوم من الأيام عن حريتهم واستقلالهم وتراثهم وتاريخ وطنهم الضارب في التاريخ، حتى لو كان هذا التنازل لصالح شعب آخر تربطه به أواصر الجغرافيا والتاريخ واللغة والدين، وتلك كانت خطيئة حافظ الأسد الذي تراى له أن عملية تفتيت لبنان واحتلاله تسهل وضعية ضمه بسهولة مقتبسا أدبيات الحزب السوري القومي التي صادرها لصالح مشروعه الضمي تحت مسمى “سوريا الكبرى” . أما الثابتة الثالثة فقد أظهرت سقوط كل محاولات من سعى الإعتداء على لبنان تحت حجج التاريخ والجغرافيا والاعتبارات القومية والعربية والايديولجية والوحدة العاطفية والحماسية، لأنه لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة لا حدود لها يسيطر عليها الأقوى، وفي التجربة اللبنانية وحصرا منذ خروج الإحتلال العثماني فشلت جميع المحاولات والأطماع من الأمير فيصل العام ١٩١٨ إلى جمال عبد الناصر ١٩٥٧ وياسر عرفات إلى حافط الأسد وإسرائيل وصولاً إلى عتاة خبرية ولاية الفقيه الشيعية.
أما في معنى إسم لبنان، فبعضهم يردونه إلى “لبن” في السامية أو “لبنون” في العبرانية، والكلمتان تعنيان البياض نسبة إلى قمم جباله التي كانت تكللها الثلوج على مدار السنة، وبعضهم الآخر يرده إلى “اللبان” أي البخور وهو صنف من الأشجار كان متواجداً بكثرة في أرجاءه. وفي الوصف والألقاب فقد أطلق على لبنان صفات كثيرة منها أنه الأرض الخضراء، وجبل الأرز، والجبل المقدس، وأرض الرب، ومهد الأبجدية والحضارة، وملاذ المضطهدين، وأرض عبور الثقافات والأعراق، وأخيراً وطن الأزمات المستدامة والتناقضات المتلازمة… والسلام.

د.جو حتي

Spread the love

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *