لبنان يستحق منا كل السعي والخير
وسط المخاض العسير وإرادة معظم اللبنانيين بالخروج من المعمعة القاتلة والفوضى العارمة إلى الحياة، تتفانى قوى الشر الأصفر على وضع العصي في دواليب العهد الجديد، مع عدم إدراك هذه القوى واستعاب والاعتراف بالأمر الواقع أن لبنان قد انتقل كما كل المنطقة من مرحلة إلى مرحلة اخرى مختلفة جذرياً، خاصةً بعد مقتل السيد حسن نصر الله وسقوط نظام البعث الدموي الضاغط على رقاب السوريين منذ العام ١٩٧٠، وهروب بشار الجزار بما خف حمله وغلى ثمنه إلى الأصقاع الروسية، وبالرغم من المتغيرات يحاول عتاة الخط الخميني إقناع أنفسهم أنهم مازالوا قادرون على تجييش قطعانهم لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، مع إستمرارية فرض واقعهم البشع على وطن الأرز الذي ضاقت فيه الآفاق، وتقطعت به السبل، وخفت وهجه، وتقزم اقتصاده، وتمنع السواح على زيارته، فأخذ يفتش على السلام والخروج من واقعه والسعي إلى بر الأمان، والأمل بمستقبل أفضل، وسط محاولات الثنائي المذهبي إستمرارية نشر الإضطراب وتخوين العهد وعرقلة عمل الحكومة الفتية، بهدف رفع سقف مطالبهم وترسيخ وإنعاش آمالهم المدمرة تأثيراً على القرار الوطني ، بعد فشلهم بقراءة المتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية وتحديهم قرارات وسياسات الدول العظمى المقررة. من ناحية ثانية يعتبر المراقبون أن قيام العهد بتنفيذ برنامجه السيادي الإصلاحي بإنقاذ الجمهورية من الفوضى والتفلت واحتضان كافة أجنحة الوطن دون تمييز مع حصرية وجود السلاح في مؤسسات الدولة ضمن الشروط والقوانين المرعية، إنما يؤشر إلى سعي اللبنانيين إلى الخلاص والانقاذ وسلوك الطريق القويم، وقيام جمهورية يسودها الحق والعدل، يفتخر المواطن بالانتماء إليها، جمهورية تستعيد مكانتها بين الدول، وزيادتها في محيطها العربي، جمهورية يعيش فيها الإنسان بكرامة فلا يشحد الأمن ولا لقمة العيش ولا الاستشفاء ولا الخدمات البديهية، فلبنان يستحق كما أن اللبنانيين يستحقون قلب صفحة الماضي الأليم ليعيشوا المستقبل البهيج….
د.جو حتي