يستمر “حزب الله” في مساره الإنحداري الذي سعى إليه بإرادته وتصميمه في قمة غباءه السياسي وتصحر عقول قيادييه المعلبة في قوالب الأيديولوجيات الجامدة والإضطراب النفسي

يستمر “حزب الله” في مساره الإنحداري الذي سعى إليه بإرادته وتصميمه في قمة غباءه السياسي وتصحر عقول قيادييه المعلبة في قوالب الأيديولوجيات الجامدة والإضطراب النفسي، يوم قرر فتح معركة إسناد غزة، وقد بصائره القدرة الإلهية فدفع نفسه ومجتمعه إلى ٱتون التهلكة، هو الذي لم يزن خطواته وقدراته معتقدا أن بصياحه يشرق الشمس، في غطرسة جهله وعدم إدراكه زيف القوة البدائية التي زودته بها إيران. وفي اعتقادي أن السبب الرئيسي الذي دعا الخمينيين إلى حشر أنفوفهم وسط الصراع الدائر إظهار أنفسهم للعالم السني أن الشيعة هم المدافعين عن غزة السنية، وسط ترويج إعلامهم فكرة تماهي الدول العربية السنية وتقاعسها وخيانتها لقضية فلسطين. وفي كل الحالات لم يستشعر “حزب الله” الفخ الذي نصبته له إسرائيل، ولم يدرك أن مقاتلتها وازعاجها يعني مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم الأكثر تطوراً على الأرض، وهو في النتيجة أعجز وأضعف وأصغر من فعل ذلك عسكرياً وعلمياً وتكنولوجيا واقتصادياً وماليا وبشريا وعلى كافة الصعد مهما تناطح بصواريخه، والغريب أن من المفروض من يعتبروا أنفسهم استراتيجيين في محور الشر أن يدركوا وقد غاب عن فكرهم أن دول كالصين وروسيا والهند لا تجرأ مجتمعة على مواجهة قدرة واشنطن العسكرية والاقتصادية، ولن يجرأ أحد على مدى الخمسين سنة القادمة على فعل أو التفكير بفعل ذلك. وبالنتيجة ماذا حنى الحزب غير النتائج البشعة والهزيمة له ولبيئته وللبنان ووجد نفسه في مأزق خطير والحلول أمامه شحيحة والخيارات قليلة، وفي الخيار الأول أن يلتزم بالدولة وينصاع لقوانينها دون محاولة الاستئثار بها، وفي الخيار الثاني إكمال سياسة المراوغة واللعب على الحبال لكسب الوقت عسى وعل تتغير السياسة الدولية على أثر إتفاق ما يعقد بين واشنطن وطهران، وفي الخيار الثالث يقود مجتمعه النازف مجدداً إلى مواجهة أخرى خاسرة سلفاً. وفي الخيارات كلها إن فكرة إلتزام “حزب الله” أمر يرعب قيادييه وأفراده الذين اعتادوا أن يعيشوا على الفلتان والإستكبار والاعتقاد أنهم أكبر من بقية اللبنانيين، أما في حال قراره الهروب إلى الأمام والمواجهة يكون قد سار برجليه إلى الانتحار الأكيد د، ويبقى أمامه الحل الثالث وهو ارتداده إلى الداخل لمحاولة تحسين شروطه السياسية وهنا قد يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع قسم كبير من اللبنانيين ومع الجيش اللبناني، وبالرغم من تهويل بعض الرؤوس الخمينية الحامية والتهديد بانقسام الجيش على غرار ما حصل سنة ١٩٧٦ فهذا لن يحصل كون أن الجيش اللبناني أثبت تماسكه على مدى السنوات الأخيرة، وفي هذه الحالة قد ينفصل ربما بضع من الضباط والجنود الشيعة لكنهم لن يكون لهذا أي تأثير على المؤسسة العسكرية الأقوى في لبنان. ويبقى القول أخيرا أن الخمينيين في مأزق رهيب والحل الأنسب والأصح هو تسليم سلاحهم ومنشأتهم والخضوع لقوانين الجمهورية اللبنانية….

د.جو حتي

Spread the love

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *