بِحكِي الحماه تَ تِسمَع الكِنِّة

كتب الدكتور شربل عازار بعنوان، “بِحكِي الحماه تَ تِسمَع الكِنِّة”.

خَسِئ المراهنون على وجود أجنحة حمائم وأجنحة صقور في “حزب الله”، فالحزب بكلّ أجنحته صقور بصقور. وهذا ما أثبته أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم على مدى ساعة في اطلالته المُتَلفزة على شاشتِه البارحة حيث فهمنا منه أنّه لا يمكن البحث بالاستراتيجيّة الدفاعيّة قبل أن يُعاد إعمار الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع.
وقبل أن يعود جميع الأسرى من إسرائيل.
وقبل أن تَنسحب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانيّة.
والأهم من كلّ ذلك، لا نقاش بالاستراتيجيّة الدفاعيّة قبل ان يتمّ تسليح الجيش اللبناني بما يلزم لمواجهة إسرائيل.
يعني لا يمكن البحث بالاستراتيجيّة الدفاعيّة قبل أن يتسلّح الجيش اللبناني بِ “القِبَبِ الحَديديّة” وبطائرات ف ١٦ وف ٢٢ وف ٣٥ وبطائرات ال ب١ وب٢ وب٥٢ وبالقذائف الخارقة للتحصّينات بوزن ٨٠ طن وما فوق، وبترسانة المسيّرات التجسّسيّة والقتاليّة والانتحاريّة مدعومة من الأقمار الاصطناعيّة ومن الأساطيل وحاملات الطائرات الأميريكيّة والانكليزيّة والفرنسيّة والايطاليّة، معطوفة على القدرات التجسّسيّة لمخابرات ال “أف بي أي”، وال “سي أي أي”، و”سكوتلاند يارد”، و”الموساد” القادرة على تفجير خمسة آلاف بيجرز ب خمسة ثواني.
عندما يصبح الجيش اللبناني مجهّزاً بهذا الحجم من الترسانات العسكرية والاستخباريّة ممكن عندها أن يذهب “حزب الله” والشيخ نعيم قاسم الى الحوار حول الاستراتيجيّة الدفاعيّة.

والأدهى من ذلك بحسب الشيخ قاسم، أنّه إذا ذهب “حزب الله” بعد التفوّق العسكري اللبناني على إسرائيل الى الحوار، فعلى الجميع أن يَعلَم أنّ حصريّة السلاح بيد الجيش لا تعني سلاح “المقاومة”. فموضوع سلاح المقاومة غير قابل للبحث لأنّه باقٍ باقٍ باقٍ.
صَدَقَ وفيق صفا عندما أكّد أن موضوع سلاح “حزب الله” هو للفكاهة على السوشال ميديا.
وصَدَقَ محمود قماطي حين استرجع مقولة السيّد حسن نصرالله الشهيرة “أنّ اليدَ التي ستمتد الى سلاح المقاومة سوف نقطعها”. وصَدَقَ قاسم قصير حين قال أنّ سلاح المقاومة باق حتى ظهور الإمام المهدي المُنتَظَر.

من ناحية أخرى، أصرّ الشيخ نعيم قاسم على أنّ معظم الشعب اللبناني مُلتفّ حَولَ وخَلفَ “المقاومة” إلا جهة واحدة تريد الفتنة وتركّز على أن المشكلة الأساسيّة هي “سلاح المقاومة”.

لا يا شيخ نعيم قاسم، أنت اتّهمت جهة واحدة، وطبعاً المقصود “القوات اللبنانية”، لكنّك كنت تقصد في إطلالتك المُتَلفزة استباق جلسة “حزب الله” مع فخامة الرئيس للبحث في تسليم السلاح محاولاً فرض شروطك عليه وعلى رئيس الحكومة والحكومة و”تَعلِيَة السِعر”.

هاجمت أمريكا واللبنانيّين عامة و”القوات اللبنانيّة” تحديداً لكي تُخيف فخامة الرئيس العماد جوزف عون وقائد الجيش والجيش اللبناني على طريقة “بِحكي الحماه تَ تِسمَع الكنّة”. لكن صُدقاً، لا “الحماه” تُبالي ولا دولتنا ستتراجع عن حَصرِ السلاح، كلّ السلاح، بِيَدِها وعلى امتداد حدود الوطن، ويوم أخليتم وتخلّيتم عن جنوب الليطاني مٌستسلمين صاغرين لأوامر هوكستين، فقد انتهت سرديّتكم الى الأبد، وأصبح سلاحكم تهديداً للداخل اللبناني مهما زيّنتم خطاباتكم بشمّاعة إسرائيل.

Spread the love

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *