كلمات من الوجدان
لأننا بنينا على الرمل حصدنا العاصفة، تعالوا نتعلم من أخطاء الماضي وخطايا التعصب والغوغائية والزبائنية والتشرذم والفوقية وسعي أحدنا لتحجيم الآخر والابتعاد عن سياسة النكاية، كي لا نعود إلى الفراغ والتصادم والويلات، وقد إكتفينا جراح وهجرة وألم وشقاق. تعالوا نحلم ونخطط ونعمل نحو المستقبل وقد سبقنا الجميع في باقي الدول وأضحينا نحن في أسفل الدرك وفي حضيض الأيام والقرف. تعالوا بالاتحاد نبني لتعود البيارق خفاقة في الساحات، ويعود الربيع إلى كٱبة الأرض، ويحزم المهاجرون حقائبهم إلى ربوع الوطن، وتكلل الإبتسامة ثغر الجبل والوادي والمدينة والسهل. تعالوا نجتهد تحت سقف القانون لتشمخ الكرامة على ال ١٠٤٥٢ كيلومتر مربع، وتبتسم بيروت لغدها، وتغذي الدماء الجديدة عروقا جفت، ويتساوى أبناء المسيح وأتباع محمد متطلعين لريادة الأمة اللبنانية، وتستقر الحرية في موطنها تحت ظلال الأرزة العلية، ونحمي الحدود بالوعي والتلاحم والوطنية، ونرفع إسم لبنان إلى مصاف الدول العظيمة، ونبلسم جراح الجسد والنفس، ونكرم الشهداء في مهرجانات العز والمجد، ونقول إلى كل معوق نسيناه شكراً، ونمسح الوجع من مقلتي أم حزينة، ويترامى الفرح ليصدح في الديار، ويأخذ كل واحد حقه، ويعود كل واحد إلى حجمه، وتندحر الذئاب إلى جحورها مهزومة، وتتشتت الضواري بعيدة عن تخوم الأرز، ويغادر الغربان فردوس لبنان، ويستفيق الخامل من غفوته، وتدب النخوة بالمستهتر، وترفرف أرواح الشهداء الأبرار في فضاء الإمتنان وفي ذاكرة الأحياء. غداً يعود لبنان أخضرا متلألئا كالنجوم على أطراف البادية والبيداء، وتستقيم الأمور ويعم العدل، وإن غداً لناظره قريب وهذا ليس بحلم نستفيق منه بل مشروع عمل وحياة جدي لأبناء الوعي والمجد…. لنبقى ونستمر.
د.جو حتي
