الخروج من عنق الزجاجة أو الإختناق

الخروج من عنق الزجاجة أو الإختناق.
ما يسربه معظم العالمين بخبايا السياسة الدولية والمحللين أن قضية تسليم سلاح ما يسمى “حزب الله” قرار دولي نهائي لا رجوع عنه وعواقبه في حال المماطلة والممانعة ستكون وبالا على الشيعة وعلى لبنان وأمنه واقتصاده وسيادته وحتى وجوده، وإن أوهام وأحلام تحرير فلسطين وزرع العلم في اورشليم ووعود المهوسين بالصلاة بالقوة في المسجد الأقصى و كنيسة القيامة غصب عن إرادة السلطات الإسرائيلية دون السلام الشامل، أمور سوريالية شعبوية تضج في رؤوس مطليقيها ليس إلا. من جهة ثانية يبقى حذر وخوف الخمينيين في لبنان من تسليم سلاحهم والركون إلى الدولة والقانون يعود إلى فشل مشروعهم بفرض إرادتهم على اللبنانيين والحصول على امتيازات سياسية بقوة السلاح، والمهمة الأصعب أمام الشيخ نعيم قاسم هي إقناع الرؤوس الحامية والأجنحة الراديكالية في حزبه بأن زمن الأول تحول، وإن استحالة بقاء الدويلة أمر حسمته نتائج الحرب الأخيرة، وإن المماطلة لكسب الوقت لن تفيد بل تزيد معاناتهم وتأخر عودة نازحيهم وإعادة بناء قراهم. ومن ناحية اخرى عندما نطرح نحن هذه القضايا الحساسة الان، فلأن التغيرات الجذرية مقبلة لا محالة في الأشهر القادمة، لذلك على المتولين أمر الشيعة في لبنان الإستعداد للتعلم من حركة التاريخ والأحداث الجارية التي تصب عكس ما يشتهون والقبول لاستقبال التغيرات الجوهرية بشكل يضمن لهم الخلاص، والتنازل للتساوي مع باقي الشرائح والمكونات في البلاد، وتجيرها لصالحهم لا ضدهم، وتحقيق الإيجابيات منها والتنحي من السلبيات، وإنني إذ أطرح هذه الأفكار، فلأنني أشعر أن لبنان على أبواب متغيرات مهمة، وأمامه فرصة عظيمة لا يحلم بها اللبنانيون، ولن تتكرر، فإذا لم نستفيد من هذه الفرصة أفضل استفادة، فنحن لا نستحق الإستقلال ولا نستحق السيادة ولا نستحق لبنان… د.جو حتي

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *