انقطاع حبل الإرهاب في لبنان.
من يعتقد بطيبة قلب وبراءة وإيجابية أن ما يسمى “حزب الله” يقبل بتسليم سلاحه كما فعلت الفصائل العراقية بالحسنى والتفاوض والقبول بالأمر الواقع بعد الهزيمة التاريخية التي تعرض لها، دون ضمانات سياسية ومكتسبات على الأرض، يكون حتماً واهما وساذجا وتنقصه الخبرة السياسية والحنكة والمعرفة. وفي فلسفة الحزب الخميني وعقيدته وأدبياته، أن هذا الطرح غير معقول بتاتاً، وغير مقبول، وغير واقعي، ويعتبر من المحرمات الإيديولوجية، فالسلاح بنظر هذه العصابة المذهبية هو ضمانة، بل هو الضمانة الوحيدة، هو بالنسبة لها هو سلاح “مقدس” وبقاؤه أو تسليمه قرار يتخذه ممثل الإمام محمد مهدي المنتظر على الأرض، المرشد الأعلى الإمام الخامنئي. وأمام ما وصلت إليه الأحداث المزلزلة والهزائم المتتالية والكوارث المتتابعة، لم يبقى أمام المسؤولين في حزب الله إلا السير في مخطط الهروب إلى الأمام وإكمال هدم الدولة اللبنانية وتحديها وتفريغها من هيبتها ونزع الثقة الداخلية والدولية عنها، والتشجيع على نشر الفوضى في الداخل عسى يستعيد جزءا مما خسره لإعادة بناءه نفسه في اتباعه استراتيجية تمرير الوقت حتى انحسار ضغط إدارة ترامب عن المنطقة، على أمل نجاح أي تسوية أميركية ـ إيرانية تعيد التوازن ل، متبعاً سياسة حرق المراحل جريا على عادته، لكن غاب عن أعين المتولين لهذا الحزب وتفكيرهم أن الإدارة الأميركية تأخذ الأمور بجدية تامة، وهي ليست بوارد التراخي حتى نزع مخالبه وجعله مطواعا وطيعا وخاروفا، والأيام القادمة ستثبت أن كل ما سعى إليه الخمينيون من خطط في لبنان والإقليم سقطت وتسقط تباعاً، وأن إحتمال عودة ما خسروه هو أوهام. وفي الخلاصة إن تماسك العهد في لبنان واعتماده القرارات الصارمة والصلبة هو السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان والبدء بإعادته إلى مساره الصحيح والحياة….
د.جو حتي