كتب الدكتور شربل عازار بعنوان، “المقاومة على قلبَك باقية!!”.
“المقاومة على قلبَك باقية” هي عبارة مَفصَليّة أَصَرّ أمين عام “حزب الله” الحالي على إفهامنا إيّاها “بالعربي الدارج”، تماماً كإعلامنا “بالعربي المشبرح” أنّه “كما أنّ لا إمكانيّة لإزاحة لبنان ونقله الى مكان آخر، كذلك لا إمكانيّة لإزاحة المقاومة من لبنان”.
وعندما يكون هذا جوهر خطاب “الساعة” البارحة بمناسبة “عيد المقاومة والتحرير” فلا يعود من داعٍ للتعليق وللنقاش، لأنّ “حزب الله” لا يزال غارقاً في الماضي.
ولكن مع ذلك يبقى موضوعان لافِتان للانتباه، الأول مكشوف والثاني مُستَتِر.
الموضوع الأول، هو الإعلان والاعتراف الصريح من الشيخ نعيم قاسم بأنّ “الأحزاب السياسيّة الإسرائيليّة، أي حزبَي الليكود والعمّال وغيرهما، كانت تتنافس العام ٢٠٠٠ في برامجها الانتخابيّة على من يكون الأوّل في إخراج الجيش الإسرائيلي من لبنان، وهذا ما حَصَل.
وخرج الجيش الإسرائيلي في ليلةٍ ليلاء دون أن يَشعر به أحد ولا حتى جيش لبنان الجنوبي، العميل”. هذا ما أَكَّدَهُ حرفيّاً الشيخ قاسم. ممّا يعني أنّ خروج جيش الإحتلال الإسرائيلي من لبنان العام ٢٠٠٠، لم يكن فقط بِفِعلِ ضَرَبات حزب الله، بل أيضاً بِفِعلِ توافر وتقاطع عدد من الأسباب الإسرائيلية والإقليميّة والدوليّة في ذلك الحين.
الموضوع الثاني الذي لم يتطرق إليه الشيخ نعيم قاسم، هو عَدَم ذِكرِه لحرب تموز ٢٠٠٦ وللعبارة الشهيرة “لو كنت أعلَم”، وعدم تناوله لحرب “الإسناد والإلهاء والإشغال” التي أعلنها “حزب الله” في ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣ والتي أدّت الى ما أدّت إليه من وَضعٍ حاليٍّ كارثي على أحبّائنا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة وغيرها من المناطق، عدا عن بقاء أسرائيل في مناطق وتلال إضافيّة من جنوبنا الغالي، لأنّ الحرب الأخيرة على إسرائيل أفقَدَت بنتائجها “حزب الله”، أفقَدَته كلّ مبرّرات ومقوّمات وجوده وألغت سرديّته الى غيرِ رجعة.
فلو فعلت “المقاومة” في العام ٢٠٠٠ مثلما فعلت “المقاومة الفرنسيّة” بعد انسحاب الجيش النازي من فرنسا، حيث حَلَّت نَفَسَها عسكريّاً لانتفاء سَبَبِ وجودها وانتظمت بحزبٍ سياسيٍّ كبير بقيادة المحرّر شارل ديغول، لو فعلت ذلك، ربّما لم تكن “المقاومة” اليوم “على قَلبِنَا” بل “في قَلبِنا”.
من جهة أخرى، ولأنّ رئيس ووريث “التيّار الحرّ” النائب جبران باسيل وَجَدَ في تحالفاته الجزّينيّة خَشَبَة خلاص له من الاندثار، فقد عاد الى جذورِه والى حضنِ “حزب الله”.
للعلم، فقد كتب النائب باسيل البارحة على منصّة X:
“يلّي بيريد لبنان ال 10452 كم٢، ما بيغمّض عيونه عن احتلال إسرائيل لخمس مواقع جديدة ولا عن تهديم البيوت وسرقة الزيتون وتسميم التراب.
يلي مشارك بالحكومة بوزارة سياديّة ما بيسكّر أذُنَيه عن صوت المُسيّرات وما بيسمّي العدوان دفاع عن النفس.
السيادة أفعال ومواقف”.
يُعمَر دِينَك سعادة النائب، “خلّيك هيك، ما بقى تزيح عن الزيح، أربحلك”.